السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال العلامة ابن مفلح في الآداب الشرعية:
وسئل أي الشيخ تقي الدين رحمه الله:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال العلامة ابن مفلح في الآداب الشرعية:
وسئل أي الشيخ تقي الدين رحمه الله:
ما السبب في أن الفرج يأتي عند
انقطاع الرجاء بالخَلْق؟ وما الحيلة في صرف القلب عن التعلق بهم وتعلقه بالله عز
وجل؟
فقال: سبب هذا تحقيق التوحيد، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فتوحيد الربوبية أنه لا خالقَ إلا الله عزّ وجلّ، فلا يَسْتَقِلُّ شيءٌ سواه بإحداث أمر من الأمور، بل ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكلُّ ما سواه إذا قدّر شيئا فلابد له من شريكٍ معاون وضد معروف، فإذا طلب مما سواه إحداث أمر من الأمور طلب منه ما لايستقل به ولا يقدر وحده عليه، إلى أن قال: فالراجي مخلوقا طالب بقلبه ما يريده من ذلك المخلوق، وذلك المخلوق عاجز عنه. ثم هذا من الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل، فمن كمال نعمته، وإحسانه إلى عباده أن يمنع تحصيل مطالبهم بالشرك، حتى يصرف قلوبهم إلى التوحيد.
ثم إن وحَّدَهُ العبدُ توحيدَ الألوهية حصلت له سعادة الدنيا والآخرة، إلى أن قال: فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن يُنزِلَ بهم من الشدة والضرر ما يُلجِئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحدا سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه وحلاوة الإيمان، وذَوْقِ طعمه والبراءة من الشرك، ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف والجدب أو حصول اليسر أو زوال العسر في المعيشة، فإن ذلك لذة بدنية، ونعمة دنيوية، قد يحصل منها للكافر أعظم مما يحصل للمؤمن.
فقال: سبب هذا تحقيق التوحيد، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فتوحيد الربوبية أنه لا خالقَ إلا الله عزّ وجلّ، فلا يَسْتَقِلُّ شيءٌ سواه بإحداث أمر من الأمور، بل ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكلُّ ما سواه إذا قدّر شيئا فلابد له من شريكٍ معاون وضد معروف، فإذا طلب مما سواه إحداث أمر من الأمور طلب منه ما لايستقل به ولا يقدر وحده عليه، إلى أن قال: فالراجي مخلوقا طالب بقلبه ما يريده من ذلك المخلوق، وذلك المخلوق عاجز عنه. ثم هذا من الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل، فمن كمال نعمته، وإحسانه إلى عباده أن يمنع تحصيل مطالبهم بالشرك، حتى يصرف قلوبهم إلى التوحيد.
ثم إن وحَّدَهُ العبدُ توحيدَ الألوهية حصلت له سعادة الدنيا والآخرة، إلى أن قال: فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن يُنزِلَ بهم من الشدة والضرر ما يُلجِئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحدا سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه وحلاوة الإيمان، وذَوْقِ طعمه والبراءة من الشرك، ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف والجدب أو حصول اليسر أو زوال العسر في المعيشة، فإن ذلك لذة بدنية، ونعمة دنيوية، قد يحصل منها للكافر أعظم مما يحصل للمؤمن.
وأما ما يحصلُ لأهل التوحيد المخلصين لله والدين، فأعظم من أن يُعَبَّرَ عنه بمقال، أو يستحضر تفصيله بال، ولكلِّ مؤمن من ذلك نصيبٌ بقدر إيمانه
الآداب الشرعية والمنح المرعية 1/144
---------------------
رحم الله علم الاسلام وشيخه الهمام
وهنا إضافة يسيرة في ذكر الجواب عن الحيلة لقطع التعلق بالخلق وصرف القلوب عن التعلق بعباد علام الغيوب
وهو أن الشيطان لابن آدم بالمرصاد فإذا وقعت الواقعة وألمت بالمرء حادثة وكانت له فاجعة يرى أنها مالها من كاشفة ولادافعة تسلط الشيطان على قلبه فوسوس في صدره لغوايته بالتعلق بالخلق وتعظيم امرهم ليعتقد قدرتهم على كشف كربته من دون الخالق ليوقعه في الاشراك بالله بتعليقه بالمخلوقين دون رب العالمين فيستريح من طول معاناته التي يعانيها مع المكلف لاغوائه به في وقت الرخاء بالاختصار في غوايته بفجاءة الشدة وذهول قلب العبد حينئذ عن ذكر الله والتعلق به و حسن الفكرة في المجاهدة والصبر في التزام الملة
فكم من مكلوم فجأته مصيبة فاشرك وأصبح في النار خالدا مخلد ومن الجنة محروم وحرمانه مؤبد محتوم إذ أنه دعى غير الحي القيوم أو اعتقد ان مخلوقا وقتها يستقل بنفعه وبإزالة الكرب عنه و حتى لو لم يدعه من دون الله بل صار له مجرد اعتقاد جازم وقت فجاءة الكربة بقدرة المخلوق على مايقدر عليه الخالق فرجاه وصيره كمولاه الذي خلقه فسواه فهو مشرك بالله فساء إذا مات على ذلك منتهاه
والدواء من هذا الداء الذي هو عين الشرك الأكبر برب الأرض والسماء وهو أعظم الأدواء أن يعتقد أن الذي يضر حقيقة وينفع ويزيل عنه تلك الكربة فلها يرفع انما هو الله وأن يستحضر دواء رسول رب الأرض والسماء صلى الله عليه وسلم عندما قال لابن عباس واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لاينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على أن يضرك فكذلك
ولينته وليستعذ بالله من الشيطان وليلجاء للرحمن ويفوض أمره لرب الارض والسماء وليقطع النظر للخلائق وليتعلق قلبه بالواحد الخالق وليجاهد فسيرى أثر نور التوكل بمايحدثه الله في قلبه من سرور فتقضى مصالحه ويصلح أمره ومن يؤمن بالله يهد قلبه فيبدله الله برد اليقين بدل حرارة الإشراك برب العالمين والذي يحدث في القلب حيرة الحائرين ومن ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه
فقد قطع الطمع في المخلوق بسكين التوكل على الخالق وقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
فاللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
وليذكر مايردده في يومه وليلته من قراءة سورة الفاتحة والتي فيها دواءه وازالة داءه ففيها اياك نعبد فتخلصه من الشرك ودعوة الخلق ورجاءهم واياك نستعين فتخلصه من الكبر والاعتداد بالنفس في دفع مصيبته وعندها يتعلق بالله الذي وحده يضر وينفع ويخفض ويرفع فسبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ولاإله غيرك
وهنا إضافة يسيرة في ذكر الجواب عن الحيلة لقطع التعلق بالخلق وصرف القلوب عن التعلق بعباد علام الغيوب
وهو أن الشيطان لابن آدم بالمرصاد فإذا وقعت الواقعة وألمت بالمرء حادثة وكانت له فاجعة يرى أنها مالها من كاشفة ولادافعة تسلط الشيطان على قلبه فوسوس في صدره لغوايته بالتعلق بالخلق وتعظيم امرهم ليعتقد قدرتهم على كشف كربته من دون الخالق ليوقعه في الاشراك بالله بتعليقه بالمخلوقين دون رب العالمين فيستريح من طول معاناته التي يعانيها مع المكلف لاغوائه به في وقت الرخاء بالاختصار في غوايته بفجاءة الشدة وذهول قلب العبد حينئذ عن ذكر الله والتعلق به و حسن الفكرة في المجاهدة والصبر في التزام الملة
فكم من مكلوم فجأته مصيبة فاشرك وأصبح في النار خالدا مخلد ومن الجنة محروم وحرمانه مؤبد محتوم إذ أنه دعى غير الحي القيوم أو اعتقد ان مخلوقا وقتها يستقل بنفعه وبإزالة الكرب عنه و حتى لو لم يدعه من دون الله بل صار له مجرد اعتقاد جازم وقت فجاءة الكربة بقدرة المخلوق على مايقدر عليه الخالق فرجاه وصيره كمولاه الذي خلقه فسواه فهو مشرك بالله فساء إذا مات على ذلك منتهاه
والدواء من هذا الداء الذي هو عين الشرك الأكبر برب الأرض والسماء وهو أعظم الأدواء أن يعتقد أن الذي يضر حقيقة وينفع ويزيل عنه تلك الكربة فلها يرفع انما هو الله وأن يستحضر دواء رسول رب الأرض والسماء صلى الله عليه وسلم عندما قال لابن عباس واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لاينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على أن يضرك فكذلك
ولينته وليستعذ بالله من الشيطان وليلجاء للرحمن ويفوض أمره لرب الارض والسماء وليقطع النظر للخلائق وليتعلق قلبه بالواحد الخالق وليجاهد فسيرى أثر نور التوكل بمايحدثه الله في قلبه من سرور فتقضى مصالحه ويصلح أمره ومن يؤمن بالله يهد قلبه فيبدله الله برد اليقين بدل حرارة الإشراك برب العالمين والذي يحدث في القلب حيرة الحائرين ومن ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه
فقد قطع الطمع في المخلوق بسكين التوكل على الخالق وقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
فاللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
وليذكر مايردده في يومه وليلته من قراءة سورة الفاتحة والتي فيها دواءه وازالة داءه ففيها اياك نعبد فتخلصه من الشرك ودعوة الخلق ورجاءهم واياك نستعين فتخلصه من الكبر والاعتداد بالنفس في دفع مصيبته وعندها يتعلق بالله الذي وحده يضر وينفع ويخفض ويرفع فسبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ولاإله غيرك
__________________
الشيخ/ ماهر بن ظافر القحطاني
– حفظه الله
المشرف العام على مجلة معرفة
السنن والآثار