18 سبتمبر 2011

سبب تقديم اليهود على النصارى في قوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ


سبب تقديم اليهود على النصارى
في قوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
-------------------------

وأما المسألة الثالثة عشرة : وهو تقديم المغضوب عليهم على الضالين فلوجوه عديدة .
أحدها : أنهم متقدمون عليهم بالزمان .
الثاني : أنهم كانوا هم الذين يلون النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتابين فإنهم كانوا جيرانه في المدينة ، والنصارى كانت ديارهم نائية عنه . ولهذا تجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن أكثر من خطاب النصارى ، كما في سورة البقرة والمائدة وآل عمران وغيرهما من السور .
الثالث : أن اليهود أغلظ من النصارى ولهذا كان الغضب أخص بهم واللعنة والعقوبة . فإن كفرهم عن عناد وبغي كما تقدم . فالتحذير من سبيلهم والبعد منها أحق وأهم بالتقديم ، وليس عقوبة من جهل من علم وعائد .
الرابع : وهو أحسنها أنه تقدم ذكر المنعم عليهم ، والغضب ضد الإنعام والسورة هي السبع المثاني التي يذكر فيها الشيء ومقابله ، فذكر المغضوب عليهم مع المنعم عليه فيه من الإزدواج والمقابلة ما ليس في تقديم الضالين . فقولك : الناس منعم عليه ومغضوب عليه فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك منعم عليه وضال
-----------------
بدائع الفوائد للإمام بن القيم رحمه الله
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق