الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد
فإلى الإخوان والثوار الخوارج وأشياعهم ومن لف لفهم
إلى شيوخ الضلالة ودعاة الفتن ومن خدعوهم باسم الدين ،
والدين منهم براء
قال تعالى: اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا
سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ
لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً
(سورة
فاطر:43)
وَلا
يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ
أي لا يحيق ولا يحيط ضرر هذا المكر إلا بصاحبه ولا يحل ولا ينزل
إلا بأهله
فسنة
الله ماضية جارية في كل مكذب مخالف لأمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
----------------------
قال الحافظ بن كثير رحمه الله:
( وَلا
يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ) - أي: وما يعود وبال
ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم.
وقد قال محمد بن كعب القُرَظِي: ثلاث من فعلهن لم ينجُ حتى
ينـزل به من مكر أو بغي أو نكث، وتصديقها في كتاب
الله: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ) (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ )} يونس:23{ (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) }الفتح:10{
----------------------
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ ) الذي مقصوده مقصود سيئ، ومآله وما يرمي إليه سيئ باطل - إِلَّا
بِأَهْلِهِ - فمكرهم إنما يعود عليهم، وقد أبان اللّه
لعباده في هذه المقالات وتلك الإقسامات، أنهم كذبة في ذلك مزورون،
فاستبان خزيهم، وظهرت فضيحتهم، وتبين قصدهم السيئ، فعاد مكرهم في نحورهم، ورد
اللّه كيدهم في صدورهم.
فلم يبق لهم إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب، الذي هو سنة
اللّه في الأولين، التي لا تبدل ولا تغير، أن كل
من سار في الظلم والعناد والاستكبار على العباد، أن يحل به نقمته، وتسلب عنه
نعمته، فَلْيَتَرَّقب هؤلاء، ما فعل بأولئك .
----------------------
تابع أيضاً