23 نوفمبر 2016

الشيخ رسلان حفظه الله: تعلموا آداب الطلب والزموا الحد .(رسالة إلى شيوخ الفجأة والفجعة).

تعلموا آداب الطلب، والزموا الحدّ

رسالة إلى طلاب العلم
رسالة إلى المتصدرين
رسالة إلى شيوخ الفجأة والفجعة وقطاع الطرق

مقطع صوتي
لفضيلة الشيخ/ محمد سعيد رسلان
حفظه الله
----------------
التحميل



----------------
تفريغ المقطع

ما كان أحوجنا لو كان عالم وطالب علم على النحو الّذي يريده الله ربّ العالمين.
ما كان أحوجنا بأن لا نخوض في أمثال هذه الأمور لو كان في هذه الأمّة عالم وطالب، وشيخ وسالك، وأمّا أن يكون الكلّ علماء، وأمّا أن ينحاز من فتق الله ربّ العالمين لسانه كالصبي الّذي يحبو، وأنا أعني الآن صغار طلاب العلم ممن سيكونون يوماً من الأيام كباراً في أسنانهم صغاراً في عقولهم، يشتتون الأمّة، ويضيعون الخلق، لتنتهك الأعراض، ويقع التلاحم من أجل الوأد للذرية والسبي للحريم وضياع الأمّة.

نتوجه إليهم بالكلام، تعلموا آداب الطلب، والزموا الحدّ، وعليكم بالتربية العملية، عليكم بالأدب.
أما أن يصير الواحد على يد شيخه ممن يفتق لسانه حتى يصير كالصّبي الغرير الّذي قام من حبوه فانتصب على قدميه متعثراً فصار متهتها فصار شيخا يجمع طلاباً بحلقة؟؟؟ ما هذا العبث؟؟!.
ألا تفقهون؟! أهذا سبيل مطروق كلّ من سلكه يكون فيه واصلا ؟ أي شيء هذا؟!.
أنت تتعلم العلم على أيدي مشايخك لتكون: عامياً مسلماً، أقولها لك صراحة، لن تكون طالب علم.
طالب العلم متفرغ له مُنكب عليه لا يزاحمه على الطلب للعلم شيء من أمر الدنيا أبداً، لا من زوجة ولا ولد، ولا تحصيل مال ولا جاه، ولا قصد شيء من الحقيرة هذه، فأين هو؟؟؟.
وإنما: طريقٌ فيه الوجاهةُ، وفيه تقبيلُ الأيدي بلعقها، اتقوا الله، الزموا الحدّ.

فلو أنّنا أعملنا العلم الحقّ فيكم ما فهم واحد منهم كلمة تقال، أقولها صراحة، وإنّما نتبسط تبسط هو عامي عند العلماء، ومع ذلك يصرخون لا نفهم ما يقول، نعم، يقولون ماذا يقول؟ ولم نقل شيئاً وا أسفاه، وإنما نخاطب بعامية أهل العلم لا بعامية السفلة من الصعاليك، بالعامية المجردة عند أهل العلم نتكلم ولا نُفهم؟.
فكيف لو تكلمنا بلغة العلم التي هي حريّة أن يُتكلم بها عند الطالبيها من المخلصين.

إذاً ضعها في قلبك.
لا تؤمِل -ومازلت بعدُ لم تريش- أن تكون عقاباً ولا بازياً، لا، فضلاً على أن تكون غراباً ولن تكون، لا تؤمل هذا، وإنما أمِل أن تعلم من الدين ما تنجوا به من المؤاخذة بين يدي رب العالمين.
أما أن يكون كلّ من وضع على رأسه غطاء وارتدى جلباباً وأمسك كتاباً فصار عالماً، أن يكون عالماً؟! أي عبث؟؟؟؟.
اتقوا الله، فإن هذا الطريق هو طريق الخلاص، طريق العلم طريق الخلاص للأمة، طريق الهداية والاهتداء كما قال سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، أين؟؟
في الحديث المتفق على صحته من رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: « إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْم انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاس، وَلَكن يَقْبِضُ العِلْم بِقَبْضِ العُلَمَاء، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِما اتَخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْم فَضَلُوا وَأَضَلُوا » هذا منطوق « اتَخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَالا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْم فَضَلُوا وَأَضَلُوا
 إِذاً سبب الضلال والإِضلال الجهل، هذا منطوق.
وأما المفهوم فهو: سبب الهداية والاهتداء العلمُ، فالعلم سبيل النجاة.
ولو أنّ أهل صنعةٍ زاحم شيوخَهَا فيها كلُّ صعلوك مفلوك ما صحت للناس حياة، في أحقر الصنعات، ولكلّ صنعة رجالها، والفتح من عند الله ربّ العالمين.
والعلم صَلِف، متعزز، لا يؤتيك بعضه حتى تعطيه كلّك، وأنت من إعطائه إيّاك بعضه بعد إذ تعطيه كلّك على خطر، إما أن يعطيك وإما أن لا يعطيك.
العلم صلف لا ينال هكذا بمد الأيدي ولا بقبضها، هيهات هيهات.
ففي هذه الحقبة المريرة من تاريخ الأمّة لابّد يلزم كلّ قدره وأن لا يتعدى حده، ولو سكت جاهل لاستراح عالم.
والله ربّ العالمين الموعد، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
لا تضيعوا الأوقات والزموا حدكم عباد الله
والله ربّ العالمين يهدينا إلى سواء الصراط.
وصلى وسلم الله على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

----------------

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق